من إصدار دار القاسم للنشر والتوزيع
( الطبعة الأولى 1423هـ )
وألفيته كُتيباً قيماً لما يضم من وصايا قيّـمـة ،
كيف لاتكون كذلك وهي من قدوتنا وسيد ولد آدم نبينا المصطفى
محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
فأحببت أن تشاركوني قراءة مافيه من وصايا قيمة ..
وسأقوم بعد تيسير الله وتوفيقه بوضع كل يوم وصيتين
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح ،
وأن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ،
وأن ينفع به الكاتب والقارئ ..
وجزاه الله خيرا من قام بكتابة هذه الوصايا
المـقـدمـة
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين ،،
وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد :
فقد جاء في كُتُب الحديث بعضُ الوصايا الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
لبعض أصحابه رضوان الله تعالى عليهم ،،
فأحببت جمع بعض منها في سفرٍ صغير.
ونقلت منها خمساً وخمسين وصية من كتاب ( الترغيب والترهيب ) للحافظ المنذري ،
و ( رياض الصالحين ) للإمام النووي ، و كتاب ( التاج الجامع للأصول ) .
وهذه الوصايا الشريفة وإن كانت موجهةً إلى بعض الصحابة
إلاّ أنها تشمل كل المسلمين ،وهي تحث على إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ،
وعدم الشرك به ، وتُبين ماجاء في فضل التهليل ،
والسجود لله عز وجل ، وفضل الصيام والصلاة ، وقيام الليل ، وفضل طلب العلم ،
وفضل الصدقة والتسبيح ، والحث على رضاء الوالدين ،
ومكارم الأخلاق ، وصلة الرحم ،وتعاهد الجيران ، وإطعام الطعام ،وحب المساكين ،
وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة ..،
وقد ذكرت بعض الأحاديث الواردة في نفس المعنى زيادةً في الفائدة ،
و أسأل الله أن يجعل عملنا كله صالحاً متقبلاً ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ،
وأن ينفعنا بما جاءفي هذه الوصايا ، ويرزقنا العمل بها ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الوصية الأولى : فضل لا إله إلاّ الله
عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قلت : يارسول الله ، من أسعد
الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولُ منك ،
لما رأيتُ من حرصك على الحديث . أسعدُ الناس بشفاعتى يوم القيامة
من قال : لا إله إلاّ الله خالصاً من قلبه أو نفسه ) .
وإتماماً للفائدة نروي الحديث الآتي :
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده
ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه ،
والجنّة حقٌ ، والنار حقٌ ، أدخله الله الجنة ، على ما كان من عمل ) .
زاد حباذة : ( من أبواب الجنة الثمانية أيّـهـا شاء ) .
[ رواه البخاري واللفظ له ، ومسلم ]
وفي رواية لمسلم والترمذي : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ( من شهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمداً رسول الله : حرّم الله عليه النّار ) .
الوصية الثانية : وصية عامة في التوحيد
عن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم :
يوماً فقال :
( يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة
لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء
قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
[ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ]
وفي رواية غير الترمذي : ( احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في
الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،
وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر،
وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) .
يتبع غدا ...